لم تكن من اؤلئك الفتيات الرشيقات الأنيقات المرفهات ,لم تكن تملك سوى بعض الأوراق الصفراء, ويراعا اسودا , لم تكن من اؤلئك الفتيات ذوات العيش الرغيد واللقمة السائغة , تجلس على شرفة حجرتها المظلمة تنظر إلى الفتيات بعمرها بزي اخضر يتوجهن إلى ذاك البناء المواجه لبيتها القديم , ذاك البناء الذي لطالما تمنت أن تعقد صداقة معه وتجلس على مقاعده وتكتب بيراعها على أوراق بيضاء بدل الأوراق الصفراء المهترئة , سلمى فتاة في الثامنة عشر تعيش في وكرها مع إخوتها الصغار الأربعة , حرمها القدر من أبويها وأوكلها أربعة أطفال بعمر البراعم لم يتجاوز عمر أكبرهم الثانية عشر , ذات يوم ملكت أحلاما وآمالا عسجدية كباقي الشباب حلمت برداء ابيض ويدان تبرآن الأنين من الم الزمان لكن القدر لم يمنحها بغيتها , تنظر إليهن يتسامرن عن تلك المسالة التي قد لا يجدن لها حلا أو تفسير هي فتاة فطنة , حلمت بان يشار إليها بالبنان ذات يوم , ان يخلد اسمها مع اؤلئك العظماء الذين سمعت عنهم او قرات عنهم في احدى المجلات التي ابتاعتها لتبحث عن وظيفة ما لعلها تجد قوت يومها لتعود أدراجها إلى البطون الجائعة إلى أن حالفها القدر وحباها بوظيفة لعلها تنتشلها من الفقر المضجع أصبحت تعمل آذنة في مدرسة حكومية تمسح الغبار عن تلك الادراج الخشيبة وترتشف رائحتها الابنوسية وتاخذ نفسا عميقا برائحة بري الاقلام الرصاصية تنتظر ذاك الوقت حين تخرج الفتيات من صفوفهن فتوزع نظراتها الثاقبة على تلك اللوحات التي احتوت ما لذ وطاب من المعلومات التي تغذي العقول وتارة تخلو بنفسها وتسرح في عالمها الخاص وتلوم القدر المعثر الذي صلب أحلامها وتارة تسمح غبار كتب المكتبة التي لم تداعب صفحاتها أيد منذ فترات طويلة فتمسك كتابا وتسرح بخيالها وتقرا وتقرا الا ان تمل او تشعر باحد يقترب من مكتبة المدرسة , مرت اشهر طوال وهي على هذا الحال اما ان لاحوال ان تتغير بعد ؟!! لكن سلمى راضية بعيشها مكتفية بما قسم الله به عليها ... كانت تنظف الباحة القريبة من احد الصفوف حين سمعت المدرسة تسال سؤالا استرعى انتباهها , تذكرت انها قرات شيئا ما بذاك الكتاب البني القديم , خيم الضباب على المكان فاذا بها ترى فتاة تقدم من بعيد من هذه الفتاة ؟ وما الذي جاء بها الان ؟ فتاة سمراء ابتسمت لها وهمست ببضع كلمات لكن سلمى لم تفهم مغزاها , ماذا تريد ومن اتى بها إلى هنا , اخذت تقترب اكثر فاكثر امسكت بيدي سلمى المثلجتين وحلقت بها إلى مكان بعيد مازالت سلمى تتسائل عن تلك الفتاة السمراء سالتها من انت ولماذا اخترتني انا بالذات لكن الفتاة لم تنبس ببنت شفة , وصلت بها إلى مكان غريب مظهره يوحي بالدهشة وكانه المستقبل النتظر !! اجل انه هو صاحت سلمى بدهشة.
- ولكن كيف ؟ ماذا ؟ لماذا ؟ لم تكد تفهم ما يجري اما تلك الفتاة المجهوله فلم تتفوه بكلمة بعد
لم تستطع سلمى ان تصبر اكثر فقالت من انت ؟
وبصوت متهدج اجابت : الم تعرفيني بعد ؟! انا مستقبلك أنا حلمك القديم وجئت بك لتري ما حل بي من بعد تركك للمدرسة من بعد أن دثرت الأحلام التي باتت تهئيات وأطياف أكثر من أن يلم بها ملم
قالت تلك الكلامات ثم خيم الصمت على المكان واخذ الظلام يتفشي المكان وبدا صوت انين لم تعرف سلمى مصدره بعد اخذتا بالاقتراب فاذا بها فتاة ملقاة على حافة الطريق تلاطمعا امواج الاقدار وتدوسها اقدام المشاه وتهمشها غربان الزمان انها الفتاة السمراء ذاتها , لكن ماذا حل بها , وكيف اصبح حالها على الطرقات , نهضت الفتاة وهي لاتقوى على الكلام تمسك باهداب ثوبها الذي رتقته بقطع من لحمها : من اين ابتدي؟ وأين انتهي؟وكل ما عندي لا ينتهي بضمة او لمسة من يد من اين ابتدي وكل ما املك أحلاماًََ عسجديةً دفنت مع ذاك التراب الذي لفّ جثتين باردتين , ماذا أقول ؟ وكل ما املك حسرات لاذغة وامال باتت تقض مضجعي لم تستطع سلمى ان تخفي الدمعتين الغليظتين الفتاة السمراء ما حل بها كان بسبب ... ماذا حل بي : كنت اقطف العلم من سنا الاجداد والتمس العلم من سما العلماء اذكر فتهز الرؤوس وقارا وتطرب الاذان لسماع اسمي ؟ ماذا حل بي وبالاوراق البيضاء ؟ اسدت طريق الافاق ؟ ااصبحت بلا قلم ؟ بلا علم ؟ ام بلا عنوان ؟ ... انتزعها صوت معلمة تناديها وتطلب منها ان توصل كتابا إلى المكتبة . ماذا اكنت احلم ام ماذا واين الفتاة السمراء ؟ اكانت وهما ؟ ام اني بدات اهذي ؟ اصبحت سلمى مترامية الاطراف لاتدري ماذا تفعل وكيف تنقذ الفتاة السمراء من خطوات المشاة ومن غطرسة الايام وقهرها ؟ ... لم تعد سلمى تدري ما يجب ان تفعل كانت تكتفي باستراق السمع اثناء انتهائها من العمل وتدون بعض الملاحظات وتجد لكل معضلة باب ولكل سؤال جواب .. ذات يوم بينما كانت تسترق النظر من نافذة احد الصفوف استرعى انتباهها ان مسالة حلت بطريقة خاطئة ومن غير ان تشعر وجدت نفسها تصرح : المسالة حلت بشكل خاطئ ينبغي فعل كذا وكذا بسببب كذا ويكون الناتج كذا ...ادهشت المعلمة لذكائها ونادتها . اعتقدت سلمى انها فعلت اثما فاعتذرت بصوت متهدج ممسكة باهداب ثوبها المرتق , لكنها فوجئت بالمعلمة تسالها كيف عرفت فاخبرتها انها سمعتها تقول ذلك في الاسبوع السابق وانها قرات عن ذلك في ذاك الكتاب , ادهشت المعلمة شانها سائر المعلمات الاخريات فقد بدرت الكثير من المواقف المماثلة من قبل سلمى , تجرات احدى المعلمات وسالتها لماذا لم تكمل تعليمها ان كانت بهذا الذكاء , اخذت سلمى رشفة من الهواء وقالت زمن رهيب لا نحصل على كل ما نرغب ونتمنى , ايام دول تتركنا نبحر بزورق بلا شراع, قدر يجري بعكس التيار , امواج متلاطمة تضرب بنا نتمايل حيث لا توقف , تتركنا براعما تقدم لنا الموت البطيئ على طبق من ذهب تسلبنا الاماني وتقلع اشجارا زرعناها وتبث الاشواك في الطرق المعثرة لتغدو الاما لا تنسى وجروحا لا تندمل ودموع تذرف على الزمن الراحل تشق طريقها عبر الوجنات الحزينة لتصل إلى الشفاه المتاكلة ...اكل هذا يحبس خلف تلك الشفاه الوردية الصامتة اكل تلك الكلمات حفظت في ذاك القلب الحزين , اتلك الاحلام تساقطت مع تساقط اوراق ذاك الخريف ... هاهو فجر اخر يبزغ من جديد وسلمى تمسح الغبار سمعت صوتا يناديها كان صوت مديرة المدرسة اعطتها رسالة بريدية يا ترى ماذا تحتوى ؟ من اتى بها الي ؟ اسئلة كثيرة باتت تطرق بوابة ذهنها لتقلقها من جديد اسئلة كثيرة تصبح روايات , امسكتها بيديها المرتعشتين الباردتين , تفتحها شيئا فشيئا وكأنها تخشى عليها من ان تتالم اخدت تقرا فحواها فاذا بها تذوب حيرة لماذا ؟ من قال انني اريد اجازة ؟ من قال انني لا اريد ان اعمل ؟
- وكيف ستنجحين بالثانوية العامة ان لم تدرسي
- ماذا هل تكلمينني ؟ انا ؟ ثانوية ؟
كانت تلك الرسالة رسالة رسمية بعد غد ستباشر سلمى بالدراسة لتعيد امجاد تلك الاحلام العسجدية التي طمرت لوقت طويل لم تعد تصدق ما يجري اهذا وهما كما الفتاة السمراء؟ ام ماذا ؟ انها حقيقة ...مرت ايام طويلة وسلمى تفني وقتها دراسة وقراءة تمل من ذاك الكتاب فتلجا للاخر الا ان جاء موعد الامتحان كانت تبلي حسنا , او الاحرى ان اقول انها ابلت حسنا ...هي طبيبة الان تداوى الانين والالام وتحقق الاحلام ...وبين الحين والاخر تزورها الفتاة السمراء تخبرها بما حل بالغربان السوداء التي باتت تخشى الاقتراب منها ....
- ولكن كيف ؟ ماذا ؟ لماذا ؟ لم تكد تفهم ما يجري اما تلك الفتاة المجهوله فلم تتفوه بكلمة بعد
لم تستطع سلمى ان تصبر اكثر فقالت من انت ؟
وبصوت متهدج اجابت : الم تعرفيني بعد ؟! انا مستقبلك أنا حلمك القديم وجئت بك لتري ما حل بي من بعد تركك للمدرسة من بعد أن دثرت الأحلام التي باتت تهئيات وأطياف أكثر من أن يلم بها ملم
قالت تلك الكلامات ثم خيم الصمت على المكان واخذ الظلام يتفشي المكان وبدا صوت انين لم تعرف سلمى مصدره بعد اخذتا بالاقتراب فاذا بها فتاة ملقاة على حافة الطريق تلاطمعا امواج الاقدار وتدوسها اقدام المشاه وتهمشها غربان الزمان انها الفتاة السمراء ذاتها , لكن ماذا حل بها , وكيف اصبح حالها على الطرقات , نهضت الفتاة وهي لاتقوى على الكلام تمسك باهداب ثوبها الذي رتقته بقطع من لحمها : من اين ابتدي؟ وأين انتهي؟وكل ما عندي لا ينتهي بضمة او لمسة من يد من اين ابتدي وكل ما املك أحلاماًََ عسجديةً دفنت مع ذاك التراب الذي لفّ جثتين باردتين , ماذا أقول ؟ وكل ما املك حسرات لاذغة وامال باتت تقض مضجعي لم تستطع سلمى ان تخفي الدمعتين الغليظتين الفتاة السمراء ما حل بها كان بسبب ... ماذا حل بي : كنت اقطف العلم من سنا الاجداد والتمس العلم من سما العلماء اذكر فتهز الرؤوس وقارا وتطرب الاذان لسماع اسمي ؟ ماذا حل بي وبالاوراق البيضاء ؟ اسدت طريق الافاق ؟ ااصبحت بلا قلم ؟ بلا علم ؟ ام بلا عنوان ؟ ... انتزعها صوت معلمة تناديها وتطلب منها ان توصل كتابا إلى المكتبة . ماذا اكنت احلم ام ماذا واين الفتاة السمراء ؟ اكانت وهما ؟ ام اني بدات اهذي ؟ اصبحت سلمى مترامية الاطراف لاتدري ماذا تفعل وكيف تنقذ الفتاة السمراء من خطوات المشاة ومن غطرسة الايام وقهرها ؟ ... لم تعد سلمى تدري ما يجب ان تفعل كانت تكتفي باستراق السمع اثناء انتهائها من العمل وتدون بعض الملاحظات وتجد لكل معضلة باب ولكل سؤال جواب .. ذات يوم بينما كانت تسترق النظر من نافذة احد الصفوف استرعى انتباهها ان مسالة حلت بطريقة خاطئة ومن غير ان تشعر وجدت نفسها تصرح : المسالة حلت بشكل خاطئ ينبغي فعل كذا وكذا بسببب كذا ويكون الناتج كذا ...ادهشت المعلمة لذكائها ونادتها . اعتقدت سلمى انها فعلت اثما فاعتذرت بصوت متهدج ممسكة باهداب ثوبها المرتق , لكنها فوجئت بالمعلمة تسالها كيف عرفت فاخبرتها انها سمعتها تقول ذلك في الاسبوع السابق وانها قرات عن ذلك في ذاك الكتاب , ادهشت المعلمة شانها سائر المعلمات الاخريات فقد بدرت الكثير من المواقف المماثلة من قبل سلمى , تجرات احدى المعلمات وسالتها لماذا لم تكمل تعليمها ان كانت بهذا الذكاء , اخذت سلمى رشفة من الهواء وقالت زمن رهيب لا نحصل على كل ما نرغب ونتمنى , ايام دول تتركنا نبحر بزورق بلا شراع, قدر يجري بعكس التيار , امواج متلاطمة تضرب بنا نتمايل حيث لا توقف , تتركنا براعما تقدم لنا الموت البطيئ على طبق من ذهب تسلبنا الاماني وتقلع اشجارا زرعناها وتبث الاشواك في الطرق المعثرة لتغدو الاما لا تنسى وجروحا لا تندمل ودموع تذرف على الزمن الراحل تشق طريقها عبر الوجنات الحزينة لتصل إلى الشفاه المتاكلة ...اكل هذا يحبس خلف تلك الشفاه الوردية الصامتة اكل تلك الكلمات حفظت في ذاك القلب الحزين , اتلك الاحلام تساقطت مع تساقط اوراق ذاك الخريف ... هاهو فجر اخر يبزغ من جديد وسلمى تمسح الغبار سمعت صوتا يناديها كان صوت مديرة المدرسة اعطتها رسالة بريدية يا ترى ماذا تحتوى ؟ من اتى بها الي ؟ اسئلة كثيرة باتت تطرق بوابة ذهنها لتقلقها من جديد اسئلة كثيرة تصبح روايات , امسكتها بيديها المرتعشتين الباردتين , تفتحها شيئا فشيئا وكأنها تخشى عليها من ان تتالم اخدت تقرا فحواها فاذا بها تذوب حيرة لماذا ؟ من قال انني اريد اجازة ؟ من قال انني لا اريد ان اعمل ؟
- وكيف ستنجحين بالثانوية العامة ان لم تدرسي
- ماذا هل تكلمينني ؟ انا ؟ ثانوية ؟
كانت تلك الرسالة رسالة رسمية بعد غد ستباشر سلمى بالدراسة لتعيد امجاد تلك الاحلام العسجدية التي طمرت لوقت طويل لم تعد تصدق ما يجري اهذا وهما كما الفتاة السمراء؟ ام ماذا ؟ انها حقيقة ...مرت ايام طويلة وسلمى تفني وقتها دراسة وقراءة تمل من ذاك الكتاب فتلجا للاخر الا ان جاء موعد الامتحان كانت تبلي حسنا , او الاحرى ان اقول انها ابلت حسنا ...هي طبيبة الان تداوى الانين والالام وتحقق الاحلام ...وبين الحين والاخر تزورها الفتاة السمراء تخبرها بما حل بالغربان السوداء التي باتت تخشى الاقتراب منها ....