ووقف إطلاق النار..
أخيراً اليوم قدرت أطلع عالشارع.. من غير "وين بدك تروح" ولا "تطلعش من الدار" ولا "تطولش ومترحش بعيد".. الموشحات اللي كنت بسمعهم من امي لما كنت بدي أطلع من الدار وقت الحرب..
وكمان بدون ما أسمع صوت تعودنا عليه (القصف).. اللي أرعبنا كلنا طول فترة 23 يوم..
هادي الشغلات اللي فقدتها (حتى اللحظة) وأنا طالع من الدار..
طبعاً (زي عوايدي) كنت متأخر عن سامي.. اللي كان بستناني عباب الدار..
كان اتفاقنا عالجوال (واللي لقط الخط بعد طلوع الروح) نطلع نلفلف ونتفرج عغزة الجديدة.. ونروح نزور ونتطمن عشب صاحبنا ساكن في أبراج تل الهوى..
وعشان الفرجة تحلو.. قررت أشتري بخمسة شيكل بزر نقزقز فيه.. لأنه كنت حاسس اني حكون بتفرج على فلم آكشن أمريكي..
وبدت القزدرة.. وكلمة (كان) ما فارقت لسانا.. كان في هان دار.. كان في هان وزارة.. كان في هان دكانة.. كان في هان شارع.. كان في هان ناس.. كان يوم حبك صدفة..
المحلات مسكرة.. والمحل اللي فاتح بكون صاحبه قاعد يا بكنس القزاز المكسر في محله.. يا بكنس الحجار والردم اللي قدام باب محله..
وبتشوف الناس ماشية وكإنهم سواح أجانب.. بتفرجوا على مناظر أول مرة يشوفوها.. وكاميرات الجوالات شغالة..
وحسسوني انه الصور اللي على النت واللي كانوا يشوفوها على التلفزيون اشي.. واللي قاعدين بشوفوها اشي تاني.. ما كله دمار وكله بشبه بعضه..
كنا كل ما نشوف ناس بنعرفهم.. أول كلمة نحكيها (الحمد لله على سلامتكم).. راحت السلام عليكم وراحت مرحبا وراحت حتى وين يا كبييير.. والحمد لله كل اللي بنعرفهم فش حد صارله اشي..
وسامي كل شوية يقولي .. هات بزر..
مشينا من الرمال لتل الهوى واحنا مش حاسين بالمسافة اللي مشيناها.. يمكن من الصدمة اللي كنا مصدومينها من حجم الدمار اللي شفناه..
أو يمكن من الفلم اللي كنا عايشين جواه.. وخاصة لما كنا نتخيل تفاصيل المعارك.. واحنا شايفين الخطوط اللي بتسيبها الدبابات وراها وهية ماشية.. سواء على الأسفلت.. أو على الرمل.. كله مبين وبالتفصيل..
وكيف كانت تمشي وتخلع العمدان والشجر.. وتطلع فوق السيارات.. كله مبين.. والأحلى انه قعدت أمشي ورا مسار الدبابة.. وأتخيل نفسي كنت راكبها.. وحاسس بالمتعة كإني بلعب لعبة GTA.. وبدمر في كل اللي بشوفه قدامي..
وبتخيل كيف كان الجندي قاعد جوا الدبابة.. وكل ما يشوف عمارة حلوة.. يسلخها قذيفة.. أو محل حلو (مش حلويات.. يعني مرتب) يسلخه قذيفة..
وسامي لسة بقولي.. هات بزر..
شفنا عمارات كانوا يتسلوا عليها تسلاية.. وكل طابق من الطوابق الطنعش.. ماكل قذيفة.. ونشوف شقق سودا.. كانت محروقة.. والله يعلم النار طفت لحالها ولا اجا المطافي يطفيها.. واصحابها كانوا فيها ولا لأ..
كل واحد منا كان يتخيل اشي غير عن التاني.. وكل ما واحد منا يشوف منظر مرعب.. يقول للتاني شوف.. وبدون ما يعلق أي تعليق.. لأنه المنظر معبر عن حاله..
تذكرت وأنا ماشي الخبر اللي سمعته عالبيبيسي الصبح واللي بقول انه خسائر غزة بلغت مليار وستميت مليون دولار..
طيب هدول حيعيدوا بناء ايش ولا ايش..؟
البيوت ولا الشوارع ولا البنية التحتية ولا الوزارات ولا المستشفيات ولا ولا ولا .. ولا حيرجعوا الألف وتلتميت شهيد ولا حيشفوا خمستلاف وخمسميت جريح..؟!
ولو كان الرقم دقيق وممكن يعيد اعمار غزة.. ويرجعها (في الأحلام) زي ما كانت.. فأنا بحب أقول للي قدّر الخسائر انه نسي يضيف مبلغ ميت ألف دولار..
هدول حق زيت زتون لقطع الخوفة لأهل غزة..
لأنه هادة أهم اشي لازم ينعمل قبل ميبدوا يعملوا أيا اشي..
وأنا بقترح ينعمل يوم وطني لقطع الخوفة..
كل الناس تروح حسب مناطق سكنها على المدارس التابعة للمنطقة.. مدارس الولاد للولاد والرجال.. ومدارس البنات للبنات والنسوان..
وكل واحد يكون لابس جلابية وجاهز.. وطوابير طوابير يابا.. بالزبط زي أيام الانتخابات.. واللي بخلص قطع خوفة.. ينحط على اصبعه حبر أزرق عشان ينعرف انه قطع..
ما علينا..
ولما وصلنا للبرج اللي بسكن فيه صاحبنا.. كنت فقدت اشي تاني غير صوت القصف وموشحات امي.. فقدت غزة.. والبزر..
والحمد لله طلع صاحبنا بخير ومفش لوح قزاز في داره..
قعدنا نشرب نسكافيه.. وسامي لعب هند وانغلب.. وروح وهوة مغلوب..
وأنا روحت وفش في جيبي ولا حبة بزر..
أخيراً اليوم قدرت أطلع عالشارع.. من غير "وين بدك تروح" ولا "تطلعش من الدار" ولا "تطولش ومترحش بعيد".. الموشحات اللي كنت بسمعهم من امي لما كنت بدي أطلع من الدار وقت الحرب..
وكمان بدون ما أسمع صوت تعودنا عليه (القصف).. اللي أرعبنا كلنا طول فترة 23 يوم..
هادي الشغلات اللي فقدتها (حتى اللحظة) وأنا طالع من الدار..
طبعاً (زي عوايدي) كنت متأخر عن سامي.. اللي كان بستناني عباب الدار..
كان اتفاقنا عالجوال (واللي لقط الخط بعد طلوع الروح) نطلع نلفلف ونتفرج عغزة الجديدة.. ونروح نزور ونتطمن عشب صاحبنا ساكن في أبراج تل الهوى..
وعشان الفرجة تحلو.. قررت أشتري بخمسة شيكل بزر نقزقز فيه.. لأنه كنت حاسس اني حكون بتفرج على فلم آكشن أمريكي..
وبدت القزدرة.. وكلمة (كان) ما فارقت لسانا.. كان في هان دار.. كان في هان وزارة.. كان في هان دكانة.. كان في هان شارع.. كان في هان ناس.. كان يوم حبك صدفة..
المحلات مسكرة.. والمحل اللي فاتح بكون صاحبه قاعد يا بكنس القزاز المكسر في محله.. يا بكنس الحجار والردم اللي قدام باب محله..
وبتشوف الناس ماشية وكإنهم سواح أجانب.. بتفرجوا على مناظر أول مرة يشوفوها.. وكاميرات الجوالات شغالة..
وحسسوني انه الصور اللي على النت واللي كانوا يشوفوها على التلفزيون اشي.. واللي قاعدين بشوفوها اشي تاني.. ما كله دمار وكله بشبه بعضه..
كنا كل ما نشوف ناس بنعرفهم.. أول كلمة نحكيها (الحمد لله على سلامتكم).. راحت السلام عليكم وراحت مرحبا وراحت حتى وين يا كبييير.. والحمد لله كل اللي بنعرفهم فش حد صارله اشي..
وسامي كل شوية يقولي .. هات بزر..
مشينا من الرمال لتل الهوى واحنا مش حاسين بالمسافة اللي مشيناها.. يمكن من الصدمة اللي كنا مصدومينها من حجم الدمار اللي شفناه..
أو يمكن من الفلم اللي كنا عايشين جواه.. وخاصة لما كنا نتخيل تفاصيل المعارك.. واحنا شايفين الخطوط اللي بتسيبها الدبابات وراها وهية ماشية.. سواء على الأسفلت.. أو على الرمل.. كله مبين وبالتفصيل..
وكيف كانت تمشي وتخلع العمدان والشجر.. وتطلع فوق السيارات.. كله مبين.. والأحلى انه قعدت أمشي ورا مسار الدبابة.. وأتخيل نفسي كنت راكبها.. وحاسس بالمتعة كإني بلعب لعبة GTA.. وبدمر في كل اللي بشوفه قدامي..
وبتخيل كيف كان الجندي قاعد جوا الدبابة.. وكل ما يشوف عمارة حلوة.. يسلخها قذيفة.. أو محل حلو (مش حلويات.. يعني مرتب) يسلخه قذيفة..
وسامي لسة بقولي.. هات بزر..
شفنا عمارات كانوا يتسلوا عليها تسلاية.. وكل طابق من الطوابق الطنعش.. ماكل قذيفة.. ونشوف شقق سودا.. كانت محروقة.. والله يعلم النار طفت لحالها ولا اجا المطافي يطفيها.. واصحابها كانوا فيها ولا لأ..
كل واحد منا كان يتخيل اشي غير عن التاني.. وكل ما واحد منا يشوف منظر مرعب.. يقول للتاني شوف.. وبدون ما يعلق أي تعليق.. لأنه المنظر معبر عن حاله..
تذكرت وأنا ماشي الخبر اللي سمعته عالبيبيسي الصبح واللي بقول انه خسائر غزة بلغت مليار وستميت مليون دولار..
طيب هدول حيعيدوا بناء ايش ولا ايش..؟
البيوت ولا الشوارع ولا البنية التحتية ولا الوزارات ولا المستشفيات ولا ولا ولا .. ولا حيرجعوا الألف وتلتميت شهيد ولا حيشفوا خمستلاف وخمسميت جريح..؟!
ولو كان الرقم دقيق وممكن يعيد اعمار غزة.. ويرجعها (في الأحلام) زي ما كانت.. فأنا بحب أقول للي قدّر الخسائر انه نسي يضيف مبلغ ميت ألف دولار..
هدول حق زيت زتون لقطع الخوفة لأهل غزة..
لأنه هادة أهم اشي لازم ينعمل قبل ميبدوا يعملوا أيا اشي..
وأنا بقترح ينعمل يوم وطني لقطع الخوفة..
كل الناس تروح حسب مناطق سكنها على المدارس التابعة للمنطقة.. مدارس الولاد للولاد والرجال.. ومدارس البنات للبنات والنسوان..
وكل واحد يكون لابس جلابية وجاهز.. وطوابير طوابير يابا.. بالزبط زي أيام الانتخابات.. واللي بخلص قطع خوفة.. ينحط على اصبعه حبر أزرق عشان ينعرف انه قطع..
ما علينا..
ولما وصلنا للبرج اللي بسكن فيه صاحبنا.. كنت فقدت اشي تاني غير صوت القصف وموشحات امي.. فقدت غزة.. والبزر..
والحمد لله طلع صاحبنا بخير ومفش لوح قزاز في داره..
قعدنا نشرب نسكافيه.. وسامي لعب هند وانغلب.. وروح وهوة مغلوب..
وأنا روحت وفش في جيبي ولا حبة بزر..