دفعت الحاجة الماسة للأسر الفلسطينية في قطاع غزة، أولادهم الطلبة للعمل في فصل الإجازة المدرسية الصيفية. وبات مشهد رؤية طفل يحمل بعضاً من الحلويات المصنوعة بيتياً، على شاطئ البحر كونه الأكثر إزدحاماً هذه الفترة، مشهداً عادياً في ظل إحتياج هؤلاء الأطفال للمال.
وبدأ جهاد مسعود، طفل لا يتجاوز السادسة عشر من عمره، بحمل بعضاً من الحلويات التي أعدتها والدته داخل مطبخها الصغير، بالسير على شاطئ خان يونس محملاً بتلك الحلويات ليبيعها لأطفال من عمره أو أقل.
مسعود أجبرته الظروف الأقتصادية المنزلية، حسب ما قال لإيلاف، للبحث عن عمل لمسعدة والده الذي لا يعمل. وقال 'نتعاون جميعاً داخل المنزل في شراء تفاح صغير الحجم وطلاءه بصبغة من الألوان الزاهية مضافاً إليه السكر، فيعطي جمالاً وجاذبيةً للمشترين.
وأوضح الطفل 'يعطيني والدي يومياً ما بين 10 إلى 15 شيكل يومياً (3 دولار)، بحسب ما ابتيع، وهو يأخذ باقي المبلغ ليصرف على البيت. إنه عمل جيد في ظل عدم وجود أي عمل آخر لي ولوالدي لغيرنا'.
ولم يكن الطفل مسعود الوحيد بين جيله على هذا الشاطئ، فعشرات الأطفال يجوبون بأنواع مختلفة، معظمها محببة للأطفال تحديداً، وآخرين يبيعون سجائر. فهذا أحمد عبد الخالق، طفل لا يتجاوز الـ 11 من عمره، يستجدي المصطافين على شاطئ غزة لشراء بعضاً من الترمس، حبوب يتم نقعها في الماء وغليها لفترة زمنية فتنتفخ وتصبح جاهزة للأكل بعض إضافة القليل من الملح.
لكن احمد يعاني من قلة المشترين للترمس، خاصة وانه يسبب العطش بعد أكله، بحسب ما قال لإيلاف. وأضاف الطفل 'أعتمد على الفتيات والنساء صغيرات السن، لأنهم يستخدمونه كنوع من التسلية، خلال تواجدهم على شاطئ البحر'.
ولم يقتصر البيع على أطفال الشاطئ، فحديقة الجندي المجهول، وسط مدينة غزة، التي تكتظ هي الأخرى بالزوار الذين يتحاشون دفع مبالغ للإستراحات، لم يترك الباعة فيها شبراً إلا وإستغلوه لعرض بضاعتهم. فمنهم من يحمل بعض السجائر، وآخرين يقفون خلف صفيحة مليئة بكيزان الذرة المسلوقة، ومنهم من يبيع المرطبات كالبوظة.
وأكد الأخصائي الإجتماعي محمد عقاد أن تلك الظاهرة جاءت بسبب الفقر المدقع الذي يعيشه قطاع غزة. وقال لإيلاف 'أكثر من 60% من سكان غزة والبالغ عددهم مليون ونصف المليون إنسان، لا دخل لهم أو مصدر رزق ثابت. فهؤلاء يعتمدون بشكل أساسي على ما تقدمه لهم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'، إضافة لجمعيات الإغاثة الإنسانية والفصائل الفلسطينية المختلفة، مما حذا بهؤلاء الأطفال لأن يبتاعوا بعض السلع الخفيفة ليصرفوا على أنفسهم'.
محمد 15 عاماً بائع شاي في حديقة الجندي المجهول، تعود الكاتب والمحلل السياسي الدكتور ناصر إسماعيل أن يشتري منه الشاي أو القهوة بصحبة عدد من أصدقاءه الشعراء والكاتب عند زيارتهم للحديقة.
وقال إسماعيل 'إلحاح هؤلاء الأطفال وإستجداءهم لأن نشتري منهم ما يبيعون، يضعونا في إحراج كبير. فغالباً نضطر للشراء منهم، كي يبتعدوا عنا، لأن إلحاحهم يثير أعصابنا ويشتت حديثنا'.
وأضاف لإيلاف 'براءة الأطفال لا زالت في عيونهم، لكن هموم الحياة هنا أجبرتهم على الرجولة مبكراً، بسبب أوضاع أسرهم التعيسة مادياً. والكثير منهم ترك مقاعد الدراسة لينساق نحو البيع والشراء مبكراً'.
وأكد الطفل محمد أنه اضطر إلى ترك الدراسة ليقوم برعاية البيت، ويأتي بتلك الشواقل من خلال بيع الشاي والقهوة في الحديقة. وقال لإيلاف 'أنا الوحيد الذب أعمل داخل أسرتي، فوالدي لا يعمل ومريض، وأخواتي البنات اللاتي يسبقني في العمر متزوجات. ولم يبق غيري كي أصرف على البيت وعلى باقي أفراد أسرتي الخمسة'. وأشار إلى أنه دفع خمسين شيقلا لشرطة البلدية مقابل استرداد جرة الغاز الخاص به مع تعهد بعدم إعداد الشاي في الحديقة.
وقال الطفل 'أكثر من سبعة عشر بائعاً ينافسونني على هذه المهنة داخل الحديقة. وأتفاجأ يومياً ببائعين جدد كباراً أو صغاراً في الحديقة الصغيرة'.
مع المجهول الإقتصادي الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة تحديداً، بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق عليها منذ للسنة الرابعة على التوالي، دفع بهؤلاء الأطفال لأن يستغلوا إجازتهم الصيفية أو يتركوا مقاعدهم الدراسية مبكراً واللجوء إلى العمل لتوفير لقمة العيش لذويهم بعد أن فقد معيلوهم فرص عملهم
وبدأ جهاد مسعود، طفل لا يتجاوز السادسة عشر من عمره، بحمل بعضاً من الحلويات التي أعدتها والدته داخل مطبخها الصغير، بالسير على شاطئ خان يونس محملاً بتلك الحلويات ليبيعها لأطفال من عمره أو أقل.
مسعود أجبرته الظروف الأقتصادية المنزلية، حسب ما قال لإيلاف، للبحث عن عمل لمسعدة والده الذي لا يعمل. وقال 'نتعاون جميعاً داخل المنزل في شراء تفاح صغير الحجم وطلاءه بصبغة من الألوان الزاهية مضافاً إليه السكر، فيعطي جمالاً وجاذبيةً للمشترين.
وأوضح الطفل 'يعطيني والدي يومياً ما بين 10 إلى 15 شيكل يومياً (3 دولار)، بحسب ما ابتيع، وهو يأخذ باقي المبلغ ليصرف على البيت. إنه عمل جيد في ظل عدم وجود أي عمل آخر لي ولوالدي لغيرنا'.
ولم يكن الطفل مسعود الوحيد بين جيله على هذا الشاطئ، فعشرات الأطفال يجوبون بأنواع مختلفة، معظمها محببة للأطفال تحديداً، وآخرين يبيعون سجائر. فهذا أحمد عبد الخالق، طفل لا يتجاوز الـ 11 من عمره، يستجدي المصطافين على شاطئ غزة لشراء بعضاً من الترمس، حبوب يتم نقعها في الماء وغليها لفترة زمنية فتنتفخ وتصبح جاهزة للأكل بعض إضافة القليل من الملح.
لكن احمد يعاني من قلة المشترين للترمس، خاصة وانه يسبب العطش بعد أكله، بحسب ما قال لإيلاف. وأضاف الطفل 'أعتمد على الفتيات والنساء صغيرات السن، لأنهم يستخدمونه كنوع من التسلية، خلال تواجدهم على شاطئ البحر'.
ولم يقتصر البيع على أطفال الشاطئ، فحديقة الجندي المجهول، وسط مدينة غزة، التي تكتظ هي الأخرى بالزوار الذين يتحاشون دفع مبالغ للإستراحات، لم يترك الباعة فيها شبراً إلا وإستغلوه لعرض بضاعتهم. فمنهم من يحمل بعض السجائر، وآخرين يقفون خلف صفيحة مليئة بكيزان الذرة المسلوقة، ومنهم من يبيع المرطبات كالبوظة.
وأكد الأخصائي الإجتماعي محمد عقاد أن تلك الظاهرة جاءت بسبب الفقر المدقع الذي يعيشه قطاع غزة. وقال لإيلاف 'أكثر من 60% من سكان غزة والبالغ عددهم مليون ونصف المليون إنسان، لا دخل لهم أو مصدر رزق ثابت. فهؤلاء يعتمدون بشكل أساسي على ما تقدمه لهم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'، إضافة لجمعيات الإغاثة الإنسانية والفصائل الفلسطينية المختلفة، مما حذا بهؤلاء الأطفال لأن يبتاعوا بعض السلع الخفيفة ليصرفوا على أنفسهم'.
محمد 15 عاماً بائع شاي في حديقة الجندي المجهول، تعود الكاتب والمحلل السياسي الدكتور ناصر إسماعيل أن يشتري منه الشاي أو القهوة بصحبة عدد من أصدقاءه الشعراء والكاتب عند زيارتهم للحديقة.
وقال إسماعيل 'إلحاح هؤلاء الأطفال وإستجداءهم لأن نشتري منهم ما يبيعون، يضعونا في إحراج كبير. فغالباً نضطر للشراء منهم، كي يبتعدوا عنا، لأن إلحاحهم يثير أعصابنا ويشتت حديثنا'.
وأضاف لإيلاف 'براءة الأطفال لا زالت في عيونهم، لكن هموم الحياة هنا أجبرتهم على الرجولة مبكراً، بسبب أوضاع أسرهم التعيسة مادياً. والكثير منهم ترك مقاعد الدراسة لينساق نحو البيع والشراء مبكراً'.
وأكد الطفل محمد أنه اضطر إلى ترك الدراسة ليقوم برعاية البيت، ويأتي بتلك الشواقل من خلال بيع الشاي والقهوة في الحديقة. وقال لإيلاف 'أنا الوحيد الذب أعمل داخل أسرتي، فوالدي لا يعمل ومريض، وأخواتي البنات اللاتي يسبقني في العمر متزوجات. ولم يبق غيري كي أصرف على البيت وعلى باقي أفراد أسرتي الخمسة'. وأشار إلى أنه دفع خمسين شيقلا لشرطة البلدية مقابل استرداد جرة الغاز الخاص به مع تعهد بعدم إعداد الشاي في الحديقة.
وقال الطفل 'أكثر من سبعة عشر بائعاً ينافسونني على هذه المهنة داخل الحديقة. وأتفاجأ يومياً ببائعين جدد كباراً أو صغاراً في الحديقة الصغيرة'.
مع المجهول الإقتصادي الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة تحديداً، بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق عليها منذ للسنة الرابعة على التوالي، دفع بهؤلاء الأطفال لأن يستغلوا إجازتهم الصيفية أو يتركوا مقاعدهم الدراسية مبكراً واللجوء إلى العمل لتوفير لقمة العيش لذويهم بعد أن فقد معيلوهم فرص عملهم